الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا: بعد درعا البلد واليادودة… قطار التسويات يحط في منطقة المزيريب 

سوريا: بعد درعا البلد واليادودة… قطار التسويات يحط في منطقة المزيريب 

18.09.2021
وائل عصام


وائل عصام 
القدس العربي 
الخميس 16/9/2021 
أنطاكيا – “القدس العربي” : يواصل النظام السوري فرض سيطرته على كامل محافظة درعا جنوب سوريا، بالتسويات التي تنفذها قواته تباعاً في مناطق ريف درعا الغربي. فبعد درعا البلد واليادودة، أكدت مصادر محلية لـ”القدس العربي” أن قوات النظام افتتحت مركزاً لـ”التسوية” في بلدة المزيريب، لتسوية أوضاع المنشقين عن الخدمة في الجيش، وذلك في تأكيد واضح للتسريبات السابقة، التي تشير إلى نية روسيا فرض سلطة النظام على كامل الجنوب السوري، بعد إنهاء سريان بنود اتفاق التسوية، الذي تم التوصل إليه في صيف العام 2018. 
وقال الناطق في “تجمع أحرار حوران” أبو محمود الحوراني، إن النظام انتقل بعد انتهاء تطبيق الاتفاق الجديد في درعا البلد إلى كامل الريف الغربي، بحيث انتقل من الحي إلى اليادودة، ومنها إلى المزيريب، ومن ثم طفس وصولاً إلى تسيل. 
وفي تصريحه لـ”القدس العربي” أوضح الحوراني، أن المدن والبلدات هذه شكلت حالة رفض للنظام، حيث خرجت منها التظاهرات الرافضة لمسرحية الانتخابات الرئاسية التي أجراها النظام قبل شهور، مشيراً إلى أن كل التوقعات كانت تصب في اتجاه تعميم ما جرى في درعا البلد على بقية المناطق. وأوضح الحوراني، أن قوات النظام تدخل المدينة وتقوم بتفتيش المنازل شكلياً بحضور وجهاء المدينة والشرطة العسكرية الروسية، للبحث عن منشقين من “الفرقة الرابعة” كانوا قد انشقوا خلال التصعيد الأخير على حي “درعا البلد” وذلك بهدف تصدير نصـر إعلامي فـقط. 
والثلاثاء، دخلت قوات تابعة للنظام برفقة عناصر من “اللواء الثامن” في الفيلق الخامس المدعوم روسياً، إلى مدينة اليادودة في ريف درعا الغربي، وبدأت بتفتيش المنازل والتدقيق في البطاقات الشخصية، وذلك بناء على بنود الاتفاق الأخير بين اللجنة الأمنية التابعة للنظام واللجنة المركزية لدرعا. يأتي ذلك بعد يوم واحد، من إجراء تسوية لـ150 شخصاً من أبناء اليادودة، معظمهم ممن أجروا التسوية وقاموا بتسليم السلاح، وغالبيتهم ممن انضموا سابقاً إلى “الفرقة الرابعة” بعد اتفاق التسوية عام 2018. 
ومن الواضح لمراقبين من درعا، أن التسويات سوف تتجه إلى ريف درعا الشرقي، حيث تسيطر قوات “اللواء الثامن” التابع لـ”الفيلق الخامس” المدعوم من روسيا بقيادة أحمد العودة. 
وعقب تنفيذ التسوية في درعا البلد وجه ناشطون انتقادات للمعارضة، وقال عمر الحريري مدير مكتب شهداء درعا في تغريدات كتبها على حسابه “أن يخرج أعضاء في اللجنة المركزية ليحدثوا الأهالي عن انتصار فهذا ضرب من الاستغباء لعقول البشر”. 
وأضاف “النظام حقق كل ما أراده في درعا البلد، لا بل حقق أكثر مما كان يطالب به قبل شهرين، والأهالي دفعوا الثمن دماً ونزوحاً ودماراً و”تعفيشاً” ونهباً، أعادوا درعا البلد إلى ما كانت عليه قبل ثلاث سنوات وربما أسوأ، إن كان منطق البعض بالانتصار هو عدم التهجير، فالنظام لم يرغب بالتهجير أساساً ولا الأهالي كانوا سيخرجون جميعاً، والكل يعرف ذلك، وما محاولات اللجنة عندما اشترطت ذلك إلا محاولة للماطلة وافتعال ضجة إعلامية باشتراط شروط يعلمون استحالتها”. 
والأسبوع الماضي، بدأت قوات النظام بتطبيق بنود الاتفاق النهائي، وأبرزها دخول الشرطة العسكرية الروسية إلى درعا البلد وانتشار حواجز عسكرية لقوات النظام، وبدء المئات من الراغبين بالبقاء في درعا من مقاتلين أو شبان متخلفين عن الخدمة العسكرية بتقديم طلبات لتسوية أوضاعهم، وذلك بعد حصار خانق نفذته قوات النظام ومليشياتها على الأحياء، استمر لأكثر من شهرين. 
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قد أكد في مؤتمر صحافي مع نظيره الإسرائيلي يائير لابيد في موسكو على ضرورة ألا تكون محافظة درعا خارج سيطرة الدولة، موضحاً أن الاتفاق المبرم في درعا يقضي بتسليم المسلحين أسلحتهم الثقيلة، والتفاوض جارٍ حول كيفية انسحابهم.